أعرفه، ولا أقر بنبوته بل هو عندي شيطان مَخْزيّ، فتحيّر لمَّا ورد عليه ما قلته له، وقال لي: فما تقول في التوراة؟ قلت: أمر التوراة أيضاً على وجهين، إن كانت التوراة التي أنزلت على موسى الذي أقرَّ بنبوة محمد – صلى الله عليه وسلم – فهي التوراة الحق، وإن كانت أنزلت على الذي تدعيه فهي باطل غير حق، وأنا غير مصدق بها، فقال لي: أحتاج إلى أن أقول لك شيئاً بيني وبينك فظننت أنه سيقول من الخير، فتقدمت إليه فسارّني فقال: أمُّك كذا وكذا، وأمّ من علمك لا يُكني، وقدر أني أثب به، فيقول: وثبوا بي، وشغبوا عليّ فأقبلت على من كان بالمجلس، فقلت: أعزكم الله، أليس قد وقفتم على مسألته إياي وعلى جوابي إياه؟ قالوا لي: نعم، فقلت: أليس عليه واجب أن يرد على جوابي؟ قالوا: نعم، قلت لهم: إنه لما سارني شتمني بالشتم الذي يوجب الحد، وشتم من علمني، وإنما قدر أن أثب به، فيدعي أنا واثبناه وشغبنا عليه، وقد عرفتكم شأنه بعد انقطاعه، فأخذته الأيدي بالنعال، فخرج هارباً من البصرة وقد كان له بها دين كثير فتركه، وخرج هارباً لما لحقه من الانقطاع (?) .