.. ولذلك كان الاسترسال في مناقشة تلك الشبهة وتفنيدها كالاسترسال في مناظرة مكابر ينكر طلوع الشمس مع ظهورها ووضوحها، ولا شك أن الإعراض عن هذا وذاك مما يكرم العقول ولا يهينها، ويحفظ المروءة ويصونها، ويكرم الأديان ولا يشينها، قال الإمام الطِيْبيّ – طيب الله نراه –: إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر، ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج، لأن العلم باستغناء الله – جل وعلا – عن الموجود أمر ضروري لا يقبل المناظرة، ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله – عز وجل – والاعتصام به (?) .

الشبهة الثانية:

تتلخص في أنه إذا كان الله – تبارك وتعالى – خالق كل شيء ومدبره، وهو على كل شيء قدير، فهل يقدِر أن يخلق مثله، أو لا يقدر؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015