أ- المكلفون في شرع الرحمن صنفان: كافر من أهل النيران، ومسلم من أهل الجنان، ولا واسطة بينهما في المكلفين من إنس وجان، فحكم المعتزلة على فاعل الكبيرة بعدم الكفر والإيمان قول مخترع من وساس الشيطان، والقول الحق في ذلك ما قرره أهل السنة الكرام، من أن فاعل الكبيرة لم يخرج عن الإسلام، وهو مؤمن بإيمانه، فاسق بعصيانه، ويصح نفي الإيمان عنه نظراً لانتفاء كماله الواجب، ويصح إطلاق الإيمان عليه نظراً إلى إقراره، كما يصح نفي الكفر عنه لانتفاء حقيقته، ويصح إطلاقه عليه نظراً لفعله فعل الكافرين، وبهذا القول تجتمع أدلة الشرع المبين، ويزول ما بينها من تعارض متوهم في أذهان الزائغين (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015