.. وبسبب قولهم بهذه الضلالة المخزية، سموا معتزلة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – عليه رحمة رب البرية –: اختلف الناس في قديم الزمان في الفاسق الملي، وهو أول اختلاف حدث في الملة، هل هو كافر أو مؤمن؟ فقالت الخوارج: إنه كافر وقالت الجماعة – أهل السنة الكرام –: إنه مؤمن، وقالت طائفة: نقول هو فاسق، لا مؤمن ولا كافر، ننزله منزلة بين المنزلتين وخلدوه في النار، واعتزلوا حلقة الحسن البصري وأصحابه – عليهم رحمة الله تعالى – فسموا معتزلة 10هـ فالفاسق لا يسمى مؤمناً بوجه من الوجوه، كما لا يسمى كافراً، فنزلوه في منزلة بين منزلتين فمرتكب الكبيرة خرج من الإيمان، ولم يدخل في الكفر، هذا في أحكام الدنيا، أما في الآخرة فحكموا عليه بالخلود في النار، وقالوا: ما الناس إلا رجلان: سعيد لا يعذب، أو شقي لا ينعم، والشقي نوعان: كافر وفاسق (?) .

... قال عبد الرحيم: ما ابتدعه المعتزلة من القول بالمنزلة بين المنزلتين، لم يوافقهم عليه أحد من سائر طوائف المسلمين، وذلك القول منكر في الدين، وترده من جهات كثيرة أدلة الشرع الحكيم، وأبرز تلك الأدلة ثلاثة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015