.. وقد ذكر الإمام السخاوي – عليه رحمة الملك الباري – أن من البدع التي لا شك في تكفير قائلها: إنكار علم الله بالمعدوم، والقول بأن الله – جل وعلا – لا يعلم الأشياء حتى يخلقها، أو إنكار علمه – جل جلاله – بالجزئيات (?) .
أصل مقالة تلك الفرقة الزائغة، وأبرز مجرميها:
... لم تحدث تلك المقالة النكراء في شريعة الله الغراء، بسبب اجتهاد خاطئ من قبل أصحابها إنماتم ذلك من عدو ماكر حاقد على الإسلام والمسلمين، قصداً للتلاعب بهذا الدين القويم – ضل سعيهم اللعين –.
... فأول من افترى ذلك الإثم المبين رجل خبيث من النصارى المجرمين وهو سوسن اللعين، ثم تبناه زائغان من المسلمين روى الآجري عن الأوزاعي – عليهما رحمة الله تعالى – أنه قال: أول من نطق في القدر: رجل من أهل العراق، يقال له: سَوْسَن، وكان نصرانياً فأسلم، ثم تنصر فأخذ عنه مَعْبَد الجُهني، وأخذ غَيْلان عن مَعْبَد (?) .
... أما "سَوْسَن" الخبيث فلم أقف على نهاية أمره فيما وقفت عليه من كتب أئمتنا الكرام، ولعله لحق بديار قومه المشركين، كما رجع إلى دينهم المعوج السقيم، وهذا ديدن أكثر رؤوس الضلالات يشيعونها ويحملون غيرهم تبعتها، ليبوء بإثمها وعقوبتها.