".

حكم القدرية الغلاة:

... قال الإمام النووي – رحمه اله تعالى – هذا الذي قاله ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – ظاهر في تكفيره القدرية، قال القاضي عياض – رحمه الله تعالى – هذا في القدرية الأول الذين نفوا تقدم علم الله – تبارك وتعالى – بالكائنات والقائل بهذا كافر بلا خلاف، وهؤلاء الذين ينكرون القدر هم الفلاسفة في الحقيقة، قال غيره: ويجوز أنه لم يرد بهذا الكلام التكفير المخرج من الملة، فيكون من قبيل كفران النعم، إلا أن قوله: "ما قبله الله منه" ظاهر في التكفير، فإن إحباط الأعمال إنما يكون بالكفر إلا أنه يجوز أن يقال في المسلم: لا يقبل عمله لمعصيته، وإن كان صحيحاً (?) .

... قال عبد الرحيم – غفر الله له ذنوبه أجمعين –: ما استظهره الإمام النووي أولا ً من دلالة فتوى ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – على كفر القدرية الغلاة، وأيده بما نقله عن القاضي عياض هو الحق في هذا الباب، وبه قال السلف أولو الألباب، فقد نقل الإمام ابن تيمية عن الأئمة المرضية مالك، والشافعي، وأحمد ذوي المراتب العلية – عليهم جميعاً رحمة رب البرية – أن من جحد علم الله السابق، وقال إن الله لا يعلم أفعال العباد حتى يعملوها، فقد كفر وحكى الإمام ابن القيم في شفاء العليل اتفاق السلف على تكفير غلاة القدرية ومتقدميهم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015