قال العبد الخطاء مقيد هذه الأخبار عن أئمتنا الأتقياء: كيف لا يعظم خلف سلفنا النجباء من مالك جميع الأشياء، وقد دلت آيات القرآن الكريم، أنه لا تحصل النجاة من دار الجحيم، والفوز بدار النعيم، إلا بالخوف من رب العالمين، فاستمع للدلالة على ذلك من آي الذكر الحكيم حسبما نقل عن سلفنا الصالحين، روى أبو نعيم في الحلية عن إبراهيم التيمي – عليهما رحمة الله تعالى – أنه قال: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار، لأن أهل الجنة قالوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} فاطر34، وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، لأنهم قالوا: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} الطور26 (?) اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية، واجعل سرنا خيراً من علانيتنا، واجعل علانيتنا صالحة، واختم لنا بما يرضيك عنا، واجعل خير أيامنا يوم لقاك، بفضلك ورحمتك يا من لا يخيب من رجاك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، والحمد لله رب العالمين.
ثانيا: رجال المؤمنين، رحمة أرحم الراحمين:
... تقدم البرهان على أن الخوف والرجاء متلازمان، وتقدم أيضاً البيان على أن ما يقع في قلب الإنسان من الأمور المستقبلة في الأزمان، إن كانت من الخيرات الحسان، حصل للقلب تعلق بها، وطمع في وجودها، ورغبة في حصلوها، وارتياح بسبب حلولها، وذلك هو الرجاء.
... وبناء على ما تقدم يقال في تعريف الرجاء: إنه ارتياح القلب لانتظار محمود تمهدت أسبابه الدخلة تحت اختيار العبد، ولم يبق إلا ما ليس في اختياره، وهو فضل الرب – جل وعز –.
وفي تعريف الرجاء أمران مهمان، ينبغي أن يعرفهما بنو الإسلام وهما: