أولها: خشية أن تقع يد أثيمة مجرمة تتلاعب بهذا الكتاب فتزيد فيه وتنقص منه وينسب ذلك إلى ذلك الإمام وهو برىء منه فكان يأمر بدفن الكتاب بتغريقه بتحريقه هذا أمر.
أمر ثان: أيضا كان يعنى يخشى من حصول التصحيف والتحريف فيه فكان لا يريد أن يأتى إنسان يقرأ كتابه ويصحف ويحرف فيريد أن ينتشر العلم عن طريق الصدر والتلقى والمزاحمة بالركب لا أن يجلس الإنسان يعكف على كتاب يأخذ منه وهذه الكتب احرقوها وأنا قد حدثت بما فيها انتهى الأمر ولذلك سيأتينا أن أخذ العلم عن طريق الوجادة بعض الأئمة كان لا يقره والوجادة أن تجد شيئا مكتوبا بخط الشيخ إن كنت تعرف خطه أو إن ثبت عندك أن هذا خطه أو ثبت أن هذا الكتاب من تأليفه ويوجد بينات على ذلك فتنقل عنه وجادة فلا تقول حدثنى ولا سمعت ولا أخبرنى إنما تقول وجدت بخط الشيخ ونقلت من كتابه تتلقى العلم عنه وجادة كحال يعنى الجم الغفير فى هذه الأيام وإلى الله نشكو أحوالنا فيأتى من هذه الكتب ويأخذ وعن طريق الوجادة لكن يتقن أم لا هذا موضوع آخر إن أتقن فالبلية يسيرة وإن لم يتقن فالطامة كبيرة.
والأمر الثالث: لعله حدث بالأحاديث المتصلة الثابتة ثم المقطوعات والمراسيل وما فيه من أخبار ضعيفة44:15 الكتب أراد أن يتلف لأن الصحيح مما فيها حدث به فلا فائدة من بقاء هذه الكتب.