إخوتى الكرام: كنا نتدارس الأمر الرابع من هذه الأمور الخمسة ألا وهو تذكر لذة الآخرة وقد تقدم معنا أن لذة النكاح عظيمة عند النفوس فى هذه الحياة فهى أعظم المشتهيات وتقدم معنا ما فيها من عيوب وآفات فإذا كانت نفوس المخلوقات تتعلق بهذه الشهوة فى هذه الحياة مع ما فيها من نقص وآفات فحرى بها إن كانت النفوس عاقلة أن تتعلق بهذه الشهوة فى الدار الآخرة حيث لا يوجد فيها آفة مكدرة وكنا نستعرض إخوتى الكرام حال هذه اللذة التى تكون فى غرف الجنان وتقدم معنا وصف الحور الحسان ووصف المؤمنات اللآئى يكن أيضا فى غرف الجنان لما يرغب نفوس المخلوقات إلى التعلق فى الآخرة وفى الجنة التى تكون فى الآخرة.