أخبروها أنه ليست يومئذ عجوز إنها يومئذ شابة إن الله عز وجل يقول إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا وهذا الإنشاء إخوتى الكرام شامل للنساء من الصنفين للحوريات الحسان وللمؤمنات الطاهرات اللاتى عبدن الرحمن فى هذه الحياة ولذلك قال الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى زاد المسير فى الجزء الثامن صفحة اثنتين وأربعين ومائة والصواب أن يقال إن الإنشاء عمهن كلهن فالحور أنشأن ابتداء أبكارا وما طرأ عليهن طارىء يزيل هذا قبل ذلك فالحور أنشأن ابتداء والمؤمنات أنشأن أبكارا بالإعادة وتغير الصفات وقد روى هذا المعنى عن نبينا خير البريات على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه روى الإمام الترمذى فى سننه والبيهقى فى البعث والنشور والحديث رواه الطبرى فى تفسيره ورواه أبو نعيم فى صفة الجنة وهناد ابن الثرى فى الزهد فى الجزء الأول صفحة خمس ومائة ورواه الفريابى وعبد ابن حميد والطبرى فى تفسيره وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه كما فى الدر المنثور فى الجزء السادس صفحة ثمان وخمسين ومائة من رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن من المنشآت إنا أشأناهن إنشاء يدخل فى هذا الأمر وفى هذا الوصف إن من المنشآت اللاتى كن فى الدنيا عجائز عمشا رمصا والرمص إخوتى الكرام وسخ أبيض فإذا سال فهو غمص وإذا جمد فهو رمص الوسخ الأبيض الذى يخرج من العينين إذا سال يقال له غمص وإذا جمد رمص إذن عجائز عمشا رمصا إذن من المنشآت اللاتى كن فى الدنيا وهن النساء المؤمنات الذى صار حالهن عجز عجائز عمش فيهن هذه الصفة رمص فيها هذا الوسخ الذى يجتمع فى العينين ومع ذلك إذا أعيدت فى الخلق الآخر صارت بكرا عذراء عروب عاشقة لزوجها فيها ما تقدم معنا لا نعرفه إلا من حديث موسى ابن عبدة ويزيد ابن أبان وهما يضعفان فى الحديث لكن هذا الحديث المروى عن أنس رضى الله عنه فى هذه المناسبة وفى هذا