مطهرة كما تقدم معنا فقال عليه الصلاة والسلام المصلحات للصالحين للصالحين وفى لفظ الصالحات للصالحين تلذونهن ويلذونكن مثل لذاتكم فى الدنيا وقلنا المثلية من وجه دون وجوه متعددة فاللذة حاصلة لكن شتان شتان ما بينهما من حقيقة اللذة فالبون بينهما كالبون بين دار الآخرة ودار الدنيا.

إخوتى الكرام: هذا الحديث تقدم معنا أن الإمام الهيثمى قال إنه متصل ورجال إسناده ثقات والإمام ابن القيم أطال كما تقدم معنا النفس فى تصحيح هذا الحديث وتقويته وقلت إن بعض المعلقين فى هذه الأيام على بعض الكتب ما ارتضى مسلك الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ورد عليه ثم بعد ذلك قال ينبغى أن نحتاط نحو كلام ابن القيم إذا وافق كلامه مشربه إذا صحح أحاديث توافق مشربه ينبغى أن نحتاط فيها فأحيانا يتساهل فقد يكون الحديث مردودا ضعيفا متروكا منكرا ويأتى الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فيصححه أقرأ لكم كلام هذا المعلق ثم بعد ذلك نتدارس منزلة هذا التعليق إن شاء الله المعلق هو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فى كتابه فى تعليقه فى الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة وهو يعنى شيخ جليل لكنه فى الحقيقة قسى على الإمام ابن القيم الجوزية فى تعليقه فلا بد من بيان قيمة هذا التعليق انظروا التعليق كما قلت فى هذا الكتاب فى صفحة ثلاثين ومائة أقرأ لكم تعليقه ثم إن شاء الله أناقشه بعد ذلك فيه أما الإمام ابن القيم فمع جلالة قدره هنا يتكلم على الكتب التى تحمل الأحاديث الواهية فذكر نماذج من الكتب المتقدمة والمصنفين لها ثم جاء إلى الإمام ابن القيم قال أما ابن القيم فمع جلالة قدره ونباهة ذهنه ويقظته البالغة فإن المرء ليعجب منه رحمه الله كيف يروى الحديث الضعيف والمنكر فى بعض كتبه كمدارج السالكين من غير أن ينبه عليه بل تراه إذا روى حديثا جاء على مشربه المعروف طيب ما هو مشربه ما صرح به بالغ فى تقويته وتمتينه كل المبالغة حتى يخيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015