إخوتى الكرام: يعنى من استقرأ أخبار الصالحين وجد هذا مبثوثا فى سيرهم بكثرة إذا نام الواحد منهم يكون نومه مطية له إلى الآخرة ولذلك قد يحصل من الفوائد والفرائد فى نومه ما لا يحصله فى يقظته فإذا نام اجتمع بالنبى عليه الصلاة والسلام إذا نام التقى بالحور الحسان إذا نام كلمه ذو الجلال والإكرام وهذه لا تحصل فى اليقظة يعنى رؤية النبى عليه الصلاة والسلام لا تحصل لواحد منا فى اليقظة بعد انتقال نبينا عليه وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه إلى الرفيق الأعلى لا تحصل لنا رؤيته باليقظة لكن إذا نمنا نراه وهكذا الحور الحسان وهكذا ذو الجلال والإكرام لا نراه فى هذه الحياة فى اليقظة ونسأل الله أن يكرمنا بلذة النظر إلى وجهه الكريم فى جنات النعيم إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين لكن رؤية الله فى المنام جائزة بإجماع أهل السنة فإذا نام الإنسان يرى ربه يرى نبيه على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه يرى الحور الحسان تخاطبه تقول أنت من تعلم من أنا تسألنى من أنتِ أربى لك فى الخدر فى الخيام منذ كذا وكذا يا مالك ابن دينار فشد العزم فى طاعة العزيز القهار سبحانه وتعالى كما قلت إخوتى الكرام أخبار الصالحين فى ذلك كثيرة كثيرة وكنا نستقرأ إخوتى الكرام ونتدارس فى المواعظ السابقة ما ورد فى وصف الحور الحسان من أخبار عن نبينا المختار عليه الصلاة والسلام كنا نتدارس ما ورد فى وصفهن بعد أن تدارسنا وذكرت وصفهن فى كتاب الله انتقلت إلى وصفهن فى أحاديث نبينا رسول الله عليه الصلاة والسلام وكما قلت فى الموعظة الماضية سأختم الحديث عنهن بأمرين اثنين الأمر الأول فى لذة التمتع بهن والأمر الثانى أن الواحد منهن تعود بكرا كلما قام زوجها عنها كما تقدم معنا هذا آخر ما تكلمت عليه فى الموعظة الماضية.