وكما تقدم معنا فى حديث أبى هريرة على حافتى النهر الذى هو على طول الجنة عذارى أبكار وهذا يقول إن فى الجنة لنهرا ينبت الجوارى الأبكار وتقدم معنا فى قول كثير ابن مرة سحابة أيضا تمطر الجوارى الأبكار وهو يقول إن أشهدنى الله ذلك لأقولن لها أمطرى علينا جوارى مزينات وأنا أريد أن أقول كما قلت مرارا أصحاب الهمم الدنيوية الذين يبذلون ما يبذلون فى خطبة الحيض المناتين هلا بذلوا مهرا للحور العين يعنى أحدنا عندما يريد أن يتزوج فى هذه الحياة يعنى يشقى على أقل تقدير ثلاث سنوات هذا أقل تقدير فى الإعداد والترتيب إذا لم يكن ثلاثين سنة هذا شقاء وبلاء ثم إذا اقترن بها ازداد الشقاء والبلاء طيب يا عبد الله ألا تبذل مهرا لهذه الحور العين ألا تبذل لها مهرا بعد ذلك يعنى تريد جنة الله وما فيها من كرامة بغير تعب وبعد ذلك تريد هذه التى فيها ما فيها من نتن كلاكما يشتركان فيه يشتركان فى هذه تحرص عليها وتبذل وتتعب وتكد وتشقى عجبا للجنة نام طالبها وعجبا للنار نام هاربها وهذا المعنى إخوتى الكرام ثابت عن إبراهيم النخعى مرسلا بإسناد حسن رواه الإمام عبد الملك ابن حبيب فى كتاب وصف الفردوس وتقدم معنا الإشارة إلى هذا الكتاب والعزو إليه وتقدم معنا أنه توفى سنة ثلاث وثلاين ومائتين للهجرة يروى فى كتابه هذا كما قلت بسند حسن عن أبراهيم النخعى فى صفحة ست وستين أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم النخعى تابعى فرفع الحديث إلى النبى عليه الصلاة والسلام يعتبر مرسلا والإسناد كما قلت إسناد حسن رجاله ثقات أسد ابن موسى عن حماد ابن أبى سليمان عن إبراهيم النخعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فى الجنة لنهرا ينبت الله على حافاته الجوارى هنا مكتوب الحوارى يعنى إما الحوريات يصح أو الجوارى لم ير مثل وجوههن حسنا فيوحى الله إليهن إلى الحوريات إلى الجوارى الأبكار الطاهرات فيوحى الله إليهن أسمعن عبادى تحميدى وتمجيدى