ثم قرأ كعب على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} قال كعب وخلق الله دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه ثم قال من كتابه فى عليين نزل فى تلك الدار التى لم يرها أحد حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير فى ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه فيستبشرون بريحه فيقولون واه لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين وقد خرج يسير فى ملكه قال سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت أى انبسطت بالأمل والرجاء فلا بد أيضا من تقاد بسياط الخوف فاقبضها فقال كعب رضى الله عنهم أجمعين يا أمير المؤمنين إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبى مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول رب نفسى نفسى حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت إلا تنجو وفى رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الناس لرب العالمين ألف سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء رواه كله الإمام الطبرانى من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير إبى خالد الدالانى وهو ثقة.

الشاهد فيه إخوتى الكرام: إن هذا الذى هو أقل أهل الجنة منزلا وهو آخرهم دخولا كما تقدم معنا عندما يدخل قصره من درة مجوفة سقائفها وأبوابها ومغاليقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضى إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضى إلى جوهرة غير لون الأخرى فى كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها هذا أدنى أهل الجنة منزلا فما هو جزاء الأعلى والأكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015