أنه إذا حصل له هذا العدد لا يحصل له ما زاد عليه لا ثم لا.
وأما الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح فى صفحة ستين ومائة فقد يعنى أبعد كثيرا فى القول فذكر ثلاثة احتمالات لهذه الأعداد المختلفة فى عدد النساء اللائى يتزوج بهن الموحد فى جنات النعيم فقال وهو الاحتمال الأول الذى أورده يقول الأحاديث الصحيحة صرحت بأن لكل منهم زوجتين وليس فى الصحيح زيادة على ذلك هذا الوارد فى الصحيحين مع أنه سيأتينا فى آخر كلامه.
وتقدم معنا خبر الصحيحين وهو آخر ما ذكرته حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه وأرضاه وهو فى المسند وسنن الترمذى أيضا وغير ذلك وإن للمؤمن لخيمة مجوفة من لؤلؤة للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضا إذن ليس زوجتان أهلون فهو يقول أحاديث الصحيحة مصرحة بأن لكل منهم زوجتان ثم قال وأما الأحاديث الزائدة فإن كانت محفوظة نجمع بينها وبين ما فى الصحيح فنقول ما فى الصحيح لكل منهم زوجتان أى الزوجة التى هى زوجة حقيقة سواء من نساء أهل الدنيا أو من الحوريات وما زاد على ذلك فهو من السرارى والإماء والخدم ولسن من باب الزوجات هذا الجواب الأول يقول إن ثبت هذا فى الأحاديث وصحت فهذا الزيادة على الزوجتين على الثنتين هن من باب السريات من باب الإماء من باب الخدم لا أنه زوجات.
ثم أورد احتمالا ثانيا أبعد من الأول بكثير فقال لعل النبى عليه الصلاة والسلام ذكر أن كل واحد له زوجتان ويعطى قوة سبعين أو أكثر فى الجماع مع إنه ليس له إلا زوجتان فتصرف بعض الرواة فى حديث نبينا خير البريات عليه الصلاة والسلام فبدل من يقول أنه يعطى قوة سبعين قال يزوج بسبعين فقال هذا لعله من باب تصرف الرواة.