الحوريات تقصد بهن نساء المدن ففيهن جمال يزيد على جمال منهن فى البادية لشدة ما يقاسين من أمور الحياة فالشمس تحرق بشرتهن وألوانهم تتغير وأما هنا لا زالت يعنى فى خدرها وفى بيتها وهى مصونة ولذلك ثبت عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير الحور حور قال جمع حوراء وهى البيضاء ونقل فى تقسير ابن المنذر وغيره عن سيدنا مجاهد عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قال سميت الحورية بذلك لأنه يحار الطرف فيها يحار أى يدهش الإنسان عندما ينظر إليها لما فيها من جمال وحسن بياض هذا معنى الحور ثم هذا الحور والبياض والجمال الذى فيهن يحار الطرف فيه من عظيم ما خلق الله فيهن وأبدع فيهن من الجمال حور عين قال الإمام ابن القيم فى كتابه روضة المحبين صفحة ثلاث وأربعين ومائتين والعرب تمدح المرأة بالبياض إذا كانت المرأة بيضاء تميل إلى صفرة فى بياضها هذا من أشهى الألوان فى النساء والعرب تمدح المرأة بذلك ثم ذكر قول الشاعر العربى أيضا:
بيض أوانس ما هممن بريبة ... كظباء مكة صيدهن حرامج
يحسدن من لين الحديث زوانى ... ويصدهن عن الخمر إسلام
إذن بيض هذا من الصفات الجميلة فى المرأة أن تكون بيضاء وهنا بيضاء كما أخبر الله كأنهن كأمثال الؤلؤ المكنون كأنهن بيض مكنون إذن هذا الجمال الحسى إذن حور جمع حوراء كما أن جمع الحوراء حوريات أى بيضاء والمراد من البياض الذى فيهن أمران.