أجمل ما رآه عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا ثم قالت له تخطبنى ولا تكمل المهر وتنام أى ختمة الأخيرة التى هى الثلاثين ثم أنشدته بيتين من الشعر هما فى حلية الأولياء كما قلت:
أتخطب وسنى وعنى تنام ... ونوم المحبين عنا حرام
لأنا خلقنا لكل امرىء ... كثير الصلاة براه الصيام
أتخطب وسنى وعنى تنام هذا من إنشاد الحورية فى النوم فضبط هذا العبد الصالح هذين البيتين وحدث بهما شيخه فى هذه الرقعة وما سمى نفسه كعادة أئمتنا كما قال أبو سليمان لتلميذه أحمد ابن أبى الحوارى لا تخبر بهذا إلا بعد موتى وهذا يقول لشيخه أنا رأيت كذا وما سمى نفسه لكن الشيخ ينقل هذا فيما قرأه من الرقعة على أصحابه كما فى حلية الأولياء.
نعم إخوتى الكرام: إذا تطلع الإنسان إلى ما عند الرحمن فى غرف الجنان ينبغى أن يبذل لذلك ثمنا وأن يقوم بما يكافىء بعد ذلك حسب ما فى وسعه ولذلك عجيب لأمر الجنة ولأمر النار أن الجنة نام طالبها وأن النار نام هاربها وليس ذلك شأن الراغب الطالب ولا شأن الخائف الهارب فالهارب لا ينام والطالب لا ينام فعجيب أمر الجنة وأمر النيران.
عجبت للجنة نام طالبها ... وعجبت للنار نام هاربها
ولذلك إخوتى الكرام عندما نطلب ما عند الله من الخير العظيم من الحوريات الحسان ومن غيرهن مما أعد الله لأوليائه الكرام فى غرف الجنان ينبغى أن نبذل لذلك ثمنا وأن نقوم بطاعة الله حسب ما فى وسعنا وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه ما رأى مثل الجنة ومثل النار ومثل من يطلب الجنة ومثل من يهرب من النار فهذه سلعة غالية نام من يرغب فيها وتلك عذاب وأنكال نام من يهرب عنها والحديث رواه الإمام الطبرانى فى معجمه الأوسط وهو فى مجمع الزوائد فى مكانين فى الجزء العاشر صفحة ثلاثين ومائتين وقال إسناده حسن وذكره فى صفحة اثنتى عشرة وأربعمائة ورواه أبو نعيم فى كتاب صفة الجنة صفحة سبع وخمسين.