فمن هؤلاء العباد الصالحين الطيبين أبو سليمان الدارانى وكنت ذكرت فى المواعظ السابقة أنه توفى سنة خمس ومائتين للهجرة أو سنة خمس عشرة ومائتين للهجرة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أبو سليمان الدارانى يقول تلميذه أحمد ابن أبى الحوارى وكان يلقب بريحانة الشام وهو ثقة زاهد خير صالح فاضل تلميذ أبى سليمان الدارانى وقد خرج حديث الإمام أبو داود فى سننه والإمام ابن ماجة فى سننه وتوفى هذا العبد الصالح أحمد ابن أبى الحوارى سنة ست وأربعين ومائتين للهجرة يقول دخلت على شيخى أبى سليمان عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا الرحمن فرأيته فى منتهى السرور يبتسم وهو بمفرده وعليه مظاهر البهجة والفرح فقلت ما الذى حصل أيها الشيخ الكريم قال أخبرك بشرط أن تكتم عنى هذا فلا تخبر به أحدا إلا بعد موتى وكما قلت أبو سليمان توفى سنة خمس أو خمس عشرة ومائتين وأما تلميذه وعاش بعده يعنى قرابة أربعين سنة عاش بعده إلى سنة ست وأربعين مائتين يقول هذه القصة لا تخبر بها ما دمتم حيا ماذا قال كنت نائما بعد الظهر فى القيلولة وإذا بحورية أجمل من الشمس وأبهى من القمر تقول لى يا أبا سليمان تخطبنى وتنام وأنا أربى لك فى الخدر منذ خمسمائة سنة يقول أبو سليمان فوالله ما زال عذوبة حديثها وكلامها فى أذنى إلى الساعة فأنا استحضر هذه اللذة هذه البهجة من هذه الحورية الجميلة القانتة الخيرة الطيبة الكريمة فلذلك ترى على أثر هذه البهجة أبا سليمان تخطبنى ثم تنام نعم كما قلت نتذكر هذا لكن نضع كل شىء فى موضعه ولذلك عندما قال أحمد ابن أبى الحوارى وهذه القصص كلها إخوتى الكرام مذكورة فى حلية الأولياء فى ترجمته فى الجزء التاسع صفحة تسع وخمسين ومائتين فما بعدها يقول أحمد ابن أبى الحوارى قلت لأبى سليمان الدارانى إن الإنسان إذا ذكر الدنيا يعنى وبدأ يفكر فيها تذكر النساء قال لأنها ألذ شهوات الدنيا فقلت له وإذا ذكر الآخرة ذكر الحوريات قال ينبغى أن يقصر نفسه عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015