وتذكر هذه يعنى الصفة فيها فتقول للنبى عليه الصلاة والسلام يا رسول الله عليه صلوات الله وسلامه أرأيت لو نزلت واديا فيه شجر قد أكل منها شجر وقيلت شجرة مفرد أو جمع شجرة واحدة أو شجر كثير شجر قد أكل منها شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها فى أيها كنت ترتع بعيرك إذا عندك بعير تريد أن ترعاه وذهبت إلى المرعى عندك مرعى رعى وعندك مرعى هناك وعشب وأشجار ما اقتربها الرعاة ولا الإبل فى إيها كنت ترتع بعيرك فقال عليه الصلاة والسلام فى التى لم يرتع منها التى ما جاء أحد إليها وما رتع فيها ولا أكل العشب منها تعنى بذلك أنه لم يتزوج بكرا غيرها على نبينا وآله وأزواجه وصحبه صلوات الله وسلامه وهذا من فطنتها قال الحافظ ابن حجر فى ذلك مشروعية ضرب المثل وفيه بلاغة أمنا عائشة رضى الله عنها وحسن تأتيها فى الأمور كيف تأتى بهذه الصورة لإيضاح منزلتها مع صاحباتها تقول أنت لو نزلت فى واد فيه شجر رعى قسم منه وقسم منه لم يرع شجر لا زالت كما هى فى أيها كنت ترتع بعيرك حتما يرعى بعيره فى الشجر التى لم يرتع منها ولم يرع فيها تعنى أنه لم يتزوج بكرا غيرها والإمام ابن الجوزى أورد هذا الحديث فى كتابه الجليل الظريف الذى أسماه أخبار الظراف وكتاب آخر له كتاب الأذكياء أورده فى آخر الكتابين فى ذكاء النساء وفطنتهن وبدأ فى هذين الترجمتين فى الكتابين بهذا الحديث بحديث أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها للإشارة إلى ذكائها وفطنتها عندما استعملت هذا المثل وأشارت إلى منزلتها على صاحباتها رضى الله عنهن أجمعين.