وكواعب أترابا قال سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما كما فى تفسير ابن أبى حاتم مستويات قال الإمام ابن القيم فى روضة المحبين صفحة خمس وأربعين ومائتين أى كلهن فى سن الشباب لم يقصر بهن الصغر يعنى عن مقصود النكاح ولم يزر بهن الكبر ليست صغيرة يعنى ما يحصل الإنسان مقصوده منها وليست كبيرة نفسه تنفر عنها لا كواعب أترابا هذه حقيقة صفة نساء أهل الجنة وهى كمال حسى كمال خلقى حور عين كواعب أترابا وسيأتينا شىء أيضا من وصفهن حسا فى الكمال الحسى والمعنوى بعد أن أذكر الكمال المعنوى فيهن أنتقل بعد ذلك إلى الحسى والمعنوى كيف اجتمعا فيهن على وجه التمام والكمال.
إذن الكمال الحسى فيهن ولهم فيها أزواج مطهرة حس فليس فى خلقهن آفة ولا نقص بوجه من الوجوه لا مخاط ولا بصاق ولا حيض ولا نفاس ولا أذى ولا قذى ولا صورة يعنى لا يميل الإنسان إليها ولا يستريح بل الصور كما قلت فى أتم ما خلق الله وأحسن ما أنشأ الله سبحانه وتعالى وهكذا الكمال المعنوى كل واحدة قانعة بزوجها راضية به فرحة مسرورة لا تتطلع إلى غيره ولا تنظر إلى سواه ما عندها فى حياتها إلا بعلها ما تعرف أحدا غيره إلا ربها سبحانه وتعالى فقط وهى وزوجها يحمدان الله مع كل نفس كما تقدم معنا يلهم أهل الجنة التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس أما أن غير زوجها تتطلع إليه أو تسرق النظر إليه هذا يستحيل أن يقع فى دار الطهر والكرامة والعفاف والصيانة واستمع لتقرير هذا من كلام ربنا جل وعلا فى سورة الرحمن أخبر الله عن نساء أهل الجنة أنهن قاصرات الطرف وأنهن حور مقصورات فى الخيام.