إخوتى الكرام: هذه الشهوة مع ما فيها من هذه النقائص والآفات النفس تتعلق بها آفات يعنى من بدايتها صورتها ممتنة إلى نهايتها إن وضعت فى غير محلها نشرت البلاء والأمراض والأسقام مع ذلك النفس تتعلق بها إذا كانت النفس تتعلق بهذه الشهوة مع ما فيها من آفات فحقيقة ينبغى أن تتعلق بهذه الشهوة التى تكون فى نعيم الجنات وليس هناك فيها آفة من الآفات فهذه الشهوة تذكرك بما يكون فى الدار الآخرة من لذة كاملة لا تنغيص فيها بوجه من الوجوه فإذا تعلقت بهذه اللذة الناقصة فإذا كنت عاقلا ينبغى أن تتعلق بها إذا كانت كاملة وهذا ما يكون فى الدار الآخرة إذن هذه اللذة تذكرنا باللذات التى تكون فى نعيم الجنات نعم هناك نكاح وهنا نكاح كما أن هناك مطاعم ومشارب وهنا مطاعم ومشارب لكن لا يوجد اتفاق بين ما فى الآخرة مما هو موجود فى الدنيا إلا فى الأسماء فقط أما المسميات والحقائق مختلفة كما ثبت هذا عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما والأثر ثابت عنه بإسناد صحيح رواه الإمام هناد ابن الثرى فى كتاب الزهد انظروا فى الجزء الأول صفحة تسع وأربعين وصفحة واحدة وخمسين ورواه الإمام الطبرى فى تفسيره فى الجزء الأول صفحة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ورواه الإمام أبو نعيم فى كتابه صفة الجنة وهو كتاب عظيم للإمام أبى نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء وقد طبع الجزء الأول من كتاب صفة الجنة فى قرابة مائتى صفحة وهو عندى وما عندى علم عن بقية الأجزاء وقد ذكر الإمام أبو نعيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا هذا الأثر فى كتاب صفة الجنة فى صفحة ستين ومائة ورواه الإمام البيهقى فى كتاب البعث والنشور فى صفحة واحدة وعشرين ورواه الإمام المسدد فى مسنده كما نقل ذلك وعزا إليه الإمام ابن حجر فى المطالب العالية فى الجزء الرابع صفحة أربع وأربعمائة والأثر رواه مع هؤلاء الإمام ابن المنذر فى تفسيره وابن أبى حاتم فى تفسيره كما فى الدر المنثور فى الجزء الأول صفحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015