والبحث عن دقيق العلم ومعرفة المبهم لأن الله أبهم هنا المرأتين وما عينهما إن تتوبا إلى الله فكأنه يقول لله درك كم تبحث عن هذه الخفايا وتريد أن تقف على حقيقة الأمر ويمكن وهو الذى استنبطه الزهرى وهو الذى معنا الآن فى الرواية أنه قال هذا كراهة لقوله لأن فى ذلك شىء من المنقصة على ابنته وهى حفصة كأنه كره يعنى سؤاله من أجل أن هذه فيه منقصة على ابنته التى هى بضعة منه قال الزهرى كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه يعنى كره سؤاله لكن ما كتم الجواب أخبره بأنها هى حفصة وعائشة رضى الله عنهن أجمعين فقال هما عائشة وحفصة ثم أخذ يسوق الحديث يعنى عمر رضى الله عنه وأرضاه يبين له ما جرى فى تلك القصة قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قوله نغلب يعنى نحكم على النساء ولا واحدة تتحكم فى شأننا ولا تصدر رأيا فى أمرنا ثم جئنا إلى المدينة وإذ بنساء الأنصار يتحكمن بالرجال وكل واحد تعطيه آراء وهو ينفذ يقول فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلى فى بنى امية ابن زيد بالعوالى فتغضبت يوما على امرأتى يعنى اشتد غضبه عليها فإذا هى تراجعنى لما انفعل وكلمها وهو مغضب ردت عليه الكلام ويعنى لما تغضب كل هذا وقف عند حدك واتق الله يا عمر من هذا الكلام قال فأنكرت أن تراجعنى يعنى أنت امرأة تراجعينى وأنا الآن قريشى ونحن نغلب النساء وأنت تردين فى وجهى أمر عجيب فأنكرت أن تراجعنى فقالت وهذا كنت ذكرته فى أول مبحثنا هذا فقالت ما تنكر أن أراجعك لم َ أنت تستنكر هذا فوالله إن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره أحداهن اليوم إلى الليل على نبينا وآله صلوات الله وسلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015