يقول عبد الله عباس رضى الله عنهم هذه الآثار كما قلت إخوتى الكرام تقدم ذكرها وتخريجها عند المبحث الثانى يقول كنت حريصا لم أزل حريصا على أن أسأل عمر ابن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله عز وجل (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) حتى حج عمر وحججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل عمر أى عن الطريق من أجل حاجة له وعدلت معه بالإداوة وهى الوعاء الذى يحمل فيه ماء وهذا من باب خدمة عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين لأمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضوان الله عليهم أجمعين يقول فتبرز ثم أتانى فسكبت على يديه وتقدم معنا فعل الصحابة هذا مع النبى عليه الصلاة والسلام واشتقوا منه واستنبطوا منه كما تقدم معنا خدمة المفضول للفاضل وأن هذا ليس خاصا بالنبى عليه الصلاة والسلام فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) يعنى مالت للحق ولانت وانقادت له وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ثم نزل التهديد الذى يخلع القلوب وكل واحدة منها تتمنى لو ضربت رقبتها ما عوتبت بهذا العتاب عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن إلى آخر الآية الكريمة وكان كثير من أئمتنا يقولون هذه الآية أخوف آية عندنا فى القرآن الكريم (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) نساء صالحات طاهرات كريمات مكرمات جرى منهن ما جرى حول تحريم العسل حول عدم المكث مع زوجاته يخاطبن بهذا الخطاب وأنه يعنى إذا انفصلتن عن النبى صلى الله عليه وسلم يعوضه من هو خير منكن فقال عمر وا عجبا لك يا ابن العباس وإنما قال وا عجبا لك تعجبا يعنى كيف خفى عليك هذا وأنت حبر الأمة وبحرها وترجمان القرآن أو وا عجبا لك تعجب عمر من ابن عباس سببه حرص ابن عباس رضى الله عنهما على الفهم