إخوتى الكرام: تقدم معنا الكلام على خلق نبينا عليه الصلاة والسلام مع أزواجه أمهاتنا الطيبات الطاهرات على نبينا وآل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه وقد قدمت إخوتى الكرام أن أكمل الناس وأفضل المؤمنين أحسنهم خلقا وخير الناس خيرهم لنسائهم ونبينا عليه الصلاة والسلام هو خير المخلوقات وهو أحسن الناس أخلاقا مع الزوجات على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقد قدمت إخوتى الكرام ما يتعلق بطواف نبينا عليه الصلاة والسلام على جميع زوجاته وتفقدهن لأحوالهن فى جميع الأوقات فما من يوم إلا ويطوف على نسائه عليه الصلاة والسلام ويتفقد أحوالهن كما تقدم معنا هذا وكان يقسم عليه الصلاة والسلام فيعدل مع أن الله جل وعلا ما أوجب عليه القسم كما تقدم معنا هذا بل كان عليه الصلاة والسلام يعدل فى القسم فى الحضر والسفر كما بينت هذا ثم انتقلت إلى أمر آخر ألا وهو رعاية نبينا عليه الصلاة والسلام لأمهاتنا زوجاته الطيبات الطاهرات المباركات على نبينا وأزواجه وصحبه صلوات الله وسلامه وكيف كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقوم على وجه التمام للوفاء نحوهن ويحفظ ودهن فى حال حياتهن وبعد مماتهن كما تقدم معنا تقرير هذا بالأدلة فيما مضى ثم انتقلت إلى الأمر الثالث وكنا نتدارسه وما أكملته ألا وهو حسن عشرة نبينا عليه الصلاة والسلام وكرم معاشرته لزوجاته وملاطفته لهن على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ذكرت حديثا يتعلق بهذا الأمر الثالث فى معاملة نبينا عليه الصلاة والسلام لأزواجه وكيف كان يعطيها العرق العظم للتعرقه فإذا تعرقته أخذه النبى عليه الصلاة والسلام فوضع فاه عليه الصلاة والسلام فمه وضع فيها..