وإذا كان ذلك هو حال البدعة، فلا ينجو منها إلا من كان كامل اليقظة، يحتكم إلى السنة في كل سكنة وحركة، وهيهات أن يتم ذلك لأحد منا، وبالتالي فلا نعلم بم سيختم لنا، ونسأل الله الكريم أن يثبتنا، فهو أرحم بنا من أنفسنا.

أما البدع المكفرة فسيختم لصاحبها بأعظم الحسرة، لأنه ليس من المسلمين وسيلقى جزاءه عند رب العالمين، هذا ابن الفارض الذي كان ينعق في شعره باتحاد الخالق بمخلوقاته، لما احتضر ورأى حقائق الأمور، استبان له أنه كان في دعواه دجال مغرور، وله جزاء ذلك الويل والثبور، فقال وهو الملوم المحسور:

إنْ كان منْزلتي في الحبِّ عِندكمُجج ... ما قد لَقيتُ فقد ضَيّعْتُ أيامي

أمْنية ٌ ظفِرتْ نفسي بها زمنا ... واليومَ أحْسبها أضغاثُ أحْلاميج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015