وإذا رأى أنه لا فائدة من العفو والصفح حقيقة هو أشد خلق الله جل وعلا ويحزم الأمور ويحسمها فهذا مظهر للكمال الإلهى ولذلك من كمال نبينا عليه الصلاة والسلام أن قدر الله له هاتين المهنتين رعاية الغنم ثم رعاية الإبل فعز مع تواضع تواضع فى عز وهذا هو حال نبينا عليه الصلاة والسلام أكمل خلق الرحمن وليس فى هذا تعريض لأحد من أنبياء الله الكرام على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه فانتبهوا ومقام النبوة من يعرض بشىء منه فلا شك فى ردته لكن من باب قول الله جل وعلا تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض يعنى هنا كما قلت جلال وهنا جمال وهنا جلال وجمال وليس الجلال بمنقصة وليس الجمال بمنقصة لكن من جمع بينهما فحقيقة هذا أكمل ممن انفرد بوصف منهما فنبى الله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام مظهر للجمال الإلهى وهذا يقرره الإمام ابن تيمية وينقله عنه تلميذه ابن القيم فى مدارج السالكين بكثرة ونبى الله موسى مظهر للجلال والقهر الإلهى ونبى الله محمد على نبيناو عليهم جميعا صلوات الله وسلامه مظهر للكمال الإلهى الذى جمع الجلال والجمال ووضع كل شىء فى موضعه عليه الصلاة والسلام ولذلك رعى الإبل بعد أن رعى الغنم وقلت لكم إن الحديث بذبك صحيح فاستمعوا له ويتعلق برعيه للإبل بعد ذلك مناسبة حصلت ألا وهى زواجه بأمنا خديجة ثم توقفت عليها ترتب عليها شهادة منها لنبينا عليه الصلاة والسلام عندما جاءه جبريل على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه أكمل هذا بعد آذان العشاء إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا