وعليه فمن رأى أن يتوضأ من لحم الجزور وأن الوضوء ينتقض فهو على هدى ومن قال أنا تنشرح نفسى للقول الثانى وقال أنا شافعى المذهب أو حنفى المذهب أو مالكى المذهب وعندنا لا ينتقض الوضوء فإياك أن تقول لا هذا حديث ثابت وأنت تتركه فأنت ضال والله ما يضلله إلا من كان ضالا هو ما ترك حديث النبى عليه الصلاة والسلام عنادا وطرحا للحديث وإهمالا إنما يقول عندنا أدلة فى هذا الموضوع ظاهرها متعارض لا بد من الجمع بينها فأنت جمعت بينها فرجحت النقض أنت على هدى وأنا جمعت بينها فرجحت عدم النقض فأنا على هدى يعنى أنت ستلزمنا بقول لم َ لا يوجد الآن يعنى شىء قطعى يبن أن هذا متقدم وهذا متأخر أوليس كذلك بل عندنا فعل الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين مما يوقع فى القلب قوة وقبولا لقول الجمهور لأنهم هؤلاء عملوا بذلك بعد النبى عليه الصلاة والسلام فما كانوا يرون انتقاض الوضوء من أكل لحم الجزور وعليه المسألة كما قلت فيها سعة ورحمة الله واسعة وأقول ما قاله الإمام ابن قدامة وبعده الإمام ابن تيمية عليهم جميعا رحمة الله إجماع أئمتنا حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة إجماعهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة وكما ترون ما أحد قال إن لحم الجزور ينقض الوضوء أو لا ينقض بناء على دليل عقلى أو عرف أبدا أدلة شرعية ونصوص ثابتة عن خير البرية عليه الصلاة والسلام لكن هؤلاء قالوا هذه النصوص نراه هى التى حكمت على تلك وقضت عليها ونسختها وهؤلاء قالوا لا هذا خاص لا يشمله النسخ فى حديث جابى أولئك قالوا عندنا فعل الخلفاء الراشدين بقى مسألة كما قلت المصيب أجران والمخطىء أجر ولعل كلا من القولين يكون صوابا فلكل من القولين أجران ورحمة الله واسعة ولا تحجر رحمة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى.