إخوتى الكرام: الناس فى هذه الحياة لا ينفك عنهم وصف البشرية لا يخرجون عن وصف الإنسانية وفيهم الخطأ والنسيان والذهول والتقصير هذا لا يمكن أن ينفك عنه بشر ما دام فى هذه الحياة وهذه الحياة لا يمكن أن تكون دار صفاء ووفاء إنما الصفاء والوفاء على وجه التمام هذا فى غرف الجنان هناك {لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين} هناك {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} هناك {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} .
أما هنا ما يحصل لك مما تشاؤه أقل بأضعاف مضاعفة مما لا يحصل لك فأنت تريد أشياء كثيرة ولا يحصل لك منها إلا القليل فانتبه لهذا الأمر هذا حال الدنيا والأمر كما قال بعض الأكياس:
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب فى الماء جذوة نار