الأمر الثانى: إذا جرى من زوجة اعتداء على زوجة أخرى حقيقة لا يصلح الحلم أيضا والصفح فى هذا الأمر فهذا ليس حقك ينبغى أن تعطى كل زوجة حقها وألا تميل مع واحدة على حساب الأخرى هذا ليس الآن حق لك تتنازل عنه ما عدا هذين الحقين كلما عفوت وصفحت فأنت أحسن فإذا أطالت لسانها بل مدت يدها ودفعت يعنى بك فى صدرك وأحيانا جرى منها ما جرى من هجران ونفور فكل هذا تحمله وطيب خاطرها بكلام طيب لعل الله جل وعلا يعفو عنك ويستر الزلات التى تصدر منى ومنك يوم القيامة فهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتى الكرام: هذا الأمر الرابع قلت سأستعرض نماذج منه مما جرى من بيت نبينا عليه الصلاة والسلام من أمهاتنا نحو نبينا عليه صلوات الله وسلامه وهو بلا شك كما تقدم معنا قصور منهن وتقصير نحو نبينا عليه الصلاة والسلام ولا نقصد بذلك أن نعيرهن كما تقدم معنا فهن أكمل النساء وأطهر النساء بلا شك لكن هذه هى الحياة الدنيا كما سيأتينا وقلت هذه السلبيات التى جرت فى بيوت خير البريات عليه الصلاة والسلام إن أحصيت واستوعبت لقلت سأحصيها لا تصل إلى عدد أصابع اليدين ثم هى كما سيأتينا سلبيات ظاهرة ما دخلت إلى القلب ولا عشعشت فيه ونحن عندما ندرس هذا نستفيد فوائد عظيمة أبرزها فائدتان.
الفائدة الأولى: لنعلم أن الدنيا دار كدر مهما صفت فلا تخلو من عكر وكدر.
والأمر الثانى: لنستفيد معالجة هذا الكدر من بيوت نبينا خير البشر عليه صلوات الله وسلامه فقد جرى هذا فى بيته وهو عليه صلوات الله وسلامه أسوتنا وقدوتنا وأمامنا فى جميع شؤوننا فيما نحب وفيما نكره فإذا طرأ فى بيوتنا شىء مما نكرهه نعالجه كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام يعالجه حقيقة هذا يدل على حال الدنيا ثم ما سلم من هذا بيت النبى عليه الصلاة والسلام وإن كانت الحوادث كما قلت بمقدار وعولجت معالجة حسنة فلنقتدى بنبينا عليه الصلاة والسلام فى هذا الأمر.