فتوحيد الربوبية باب توحيد الألوهية، وقد ولج من ذلك الباب إلى عبادة الملك الوهاب، عدد من الأكياس أولي الألباب، بعد أن كانوا من العتاة الأرجاس في تباب، روى الإمام الحاكم في مستدركه وغيره عن عروة – رحمهم الله جميعاً – قال: فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح عامداً إلى اليمن فركب في سفينة، فلما جلس فيها نادى باللات والعزى، فقال أصحاب السفينة: لا يجوز ههنا أحد يدعو شيئاً إلا الله وحده مخلصاً، فقال عكرمة: والله لئن كان في البحر وحده، إنه في البر وحده أقسم بالله لأرجعن إلى محمد – صلى الله عليه وسلم – فرجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فبايعه فقبل منه، وفي رواية أبي يعلى والبزار بسند رجاله ثقات أن عكرمة لما فر يوم الفتح ركب البحر، فأصابتهم عاصفٌ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ههنا، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، ما ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك عليّ عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً، فأضع يدي في يده، فلأجدنه عفواً كريماً، فجاء فأسلم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015