والنفاق الأول، وهو النفاق الأكبر يوجب سوء الخاتمة قطعاً، ويفضي إلى أسفل دركات جهنم حقاً وصدقاً، والنفاق الثاني يؤدي إلى سوء الخاتمة أيضاً، فإن استحكمت في المكلف تلك الصفات الخبيثات فقد يتزعزع إيمانه عند الممات، فيلقى الله بالكفر وهو أشنع السيئات، وإذا كان فيه شيء من تلك الصفات الرديات، ولم تستحكم فيه كل البليات، فقد تعرض له عند السكرات، فيميل إليها لتعلقه بالقاذورات، فتفارقه روحه في تلك اللحظات، وهو وإن لم ينتزع منه الإيمان، فقد لقي ربه بالعصيان، وأمره مفوض إلى الرحمن، إن شاء عامله بالفضل والامتنان، وإن شاء عذبه بالنيران ثم نقله إلى دار الجنان، فهو الحكيم العليم، ذو الجلال والإكرام (?) .