".
واعلم أخا الإسلام أن النفاق نفاقان، أحدهما مخرج من ملة الإسلام، وملحق صاحبه في أسفل دركات النيران، ومحل هذا النفاق الجنان، حيث يظهر صاحبه الإيمان، ويبطن الكفران، ويدخل في هذا كل ما يستلزم ذلك من أوصاف أهل الخسران المنافية لأصل الإيمان، كأن لا يرى وجوب تصديق الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيما أخبر، ولا وجوب طاعته فيما أمر، ولا وجوب الانتهاء عما عنه زجر، أو يحصل له المسرة بانخفاض الدين، وظهور المشركين، أو يظهر منه المساءة بعلو الدين، واندحار الكافرين، ونحو ذلك من صفات الملاعين، التي لا يكون صاحبها إلا عدواً لرب العالمين، ولرسوله الهادي الأمين – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم –، وهذا هو النفاق المحض ويقال له: النفاق الأكبر.