الآفة الرابعة: هذه الشهوة لا تطيب إلا عند الحاجة وهذا علامة نقصها كلما اشتدت الحاجة إليها طابت وإذا لم يكن هناك حاجة فى النفس ما تذكرها الصغير يشعر بها الصغير لا يشعر بلذة الجنس وليس عنده خبر عنها لأنه لا يحتاج إليها الحالم الذى فارت شهوته قد يعرض عنها الإنسان بعد قضاء وطره وانتهاء حاجته انتهى الآن ما عاد يفكر بشىء إلا بعد تعود بعد ذلك إليه هذه الشهوة ويعنى يعود الماء عنده إذن هذه لا تطيب إلا عند الحاجة فإذا ذهبت الحاجة فتر الإنسان عنها وسلا عنها وهذا من علامات النقص فى الشهوة من علامات النقص فى الحاجة أنه إذا احتجت إليه طاب عندك وإذا استغنيت عنه فلا قيمة له عندك هذا بخلاف أمر الآخرة إن شهوات الآخرة كما سيأتينا ليست كذلك والطيب فيها موجود فى كل وقت وهى شهية فى جميع أحوالها وأنت عنك قوة وتشتهى هذا فى جميع أحوالك ولا تحصل بتعب ولا يعقبها نصب وتعب فإذن هذا أيضا من علامات النقص فيها.
الآفة الخامسة: أذكرها وأشرحها وما بعدها فى الموعظة الآتية إن شاء الله حقيقة هذه الشهوة وجميع شهوات الدنيا حقيقتها دفع ألم بألم وتخلص من تعب بتعب هذا حال الدنيا تدفع بلية ببلية كما قال بعض أئمتنا:
أصبحت فى دار البليات ... أدفع آفات بآفات
يعنى هنا تخلصت من الشهوة يعنى كما قلنا بلية وصارت عندك شوشت الذهن لكن ما توصلت إليها إلا بتعب وأعقبها تعب وبلاء وقد تكون يعنى ما يكون التخلص منها أصعب منها قد هذه جميع شهوات الدنيا كذلك لا يوجد شهوة كاملة لا فى الوصول إليها ولا فى تناولها ولا فيما يعقبها فهى دار نقص فلا تزن عند الله جناح بعوضة كما قلت إخوتى الكرام: عند هذه الحكمة يعنى أشرحها هذه وأشرح ما بعدها فى الموعظة الآتية إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.