فإذن لابد من وعى هذا والإمام ابن الجوزى عليه رحمة الله حقيقة له كلام محكم يعنى ينقش على القلب نحو هذا الأمر فى كتابه صيد الخاطر وهو كتاب ليس له موضوع معين كتبه فى مراحل متعددة فى حياته ما يعن له من فوائد يقيده فليس هو لا فى تفسير ولا فى الحديث ولا فى الفقه إنما كما هو أخبر عنه صيد الخاطر ما يعن على خاطره من فائدة وحكمة يقيدها يقول فى صفحة واحدة وثمانين ومائتين من صيد الخاطر نحو هذه الشهوة كلاما طيبا تحت عنوان لذات الدنيا مشوبة بنغص حقيقة لا يوجد لذة خالصة يقول وأبلغ البله الشيخ الذى يطلب صبيا ولعمرى إن كمال المتعة إنما يكون بالصبا لكن متى لم تكن الصبية بالغة لم يكمل بها الاستمتاع فإذا بلغت أرادت كثرة الجماع والشيخ لا يقدر فإن حمل على نفسه لم يبلغ مرادها وهلك سريعا يعنى لو أراد أن يتحمل ما يكفيها حقها شيخ مع صبية ما بلغ مرادها وهلك أيضا ولا ينبغى أن يغتر بشهوته إلى الجماع شهوة الشيخ فإن شهوته كالفجر الكاذب والفجر لكاذب هذا الذى يخرج قبل الفجر الصادق نور يظهر فى الأفق فى وسط السماء يبدو مستطيلا ثم يعقبه ظلمة الفجر الكاذب كذنب السرحان كذنب الذئب هذا لا يدخل به الفجر ولا يمتنع على الإنسان أن يأكل إذا أراد أن يصوم وأما الفجر الصادق هذا النور المنتشر فى الأفق مستطير وأشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الفجرين فى الحديث الذى ثبت فى المسند وصحيح مسلم والسنن الأربعة إلا سنن النسائى والحديث أيضا فى مصنف ابن أبى شيبة والسنن الكبرى للإمام البيهقى ورواه أبو داود الطيالسى وابن خزيمة فى صحيحه والإمام الطحاوى والإمام الدار قطنى عليهم جميعا رحمة الله من حديث سمرة ابن جندب رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعنكم من سحوركم وهو طعام السحور الذى يؤكل عند السحر لا يمنعنكم من سحوركم آذان بلال ولا الفجر المستطيل باللام وهذا هو الفجر الكاذب ولكن الفجر المستطير فى الأفق مستطير