إخوتى الكرام: كما قلت هذه الآثار وما تقدمها كلها تقرر منزلة تعلق النفس البشرية بهذه الشهوة الحسية فلها شأن كبير هذه الشهوة مع تعلق النفس بها إخوتى الكرام أيضا لا قيمة لها فى الحقيقة فهى ناقصة بكل اعتبار ولا غرو ولا عجب فى ذلك فهذه الشهوة تكون فى هذه الدار وهذه الدار دار كمال أو دار نقصان؟ دار نقصان ودار ذل ودار امتهان وهوان فكل الشهوات فيها ناقصة ولا يوجد شهوة كاملة إلا فى الدار الآخرة فهى دار الحيوان هذه الشهوة كما سيأتينا محفوفة بالأخطار هذه الشهوة يشاركك فيها الكفار والفجار بل الحيوانات البهيمية هذه الشهوة منقطعة يعتريها الفتور والفناء والزوال هذه الشهوة قد توصل إلى ذل الدنيا وعذاب النار وسأبين إخوتى الكرام ما فى هذه الشهوة من نقائص ليعلم الإنسان وضعه فى هذه الحياة وليتبصر أمره نحو هذه الشهوة ونحو غيرها من المشتهيات وكنت ذكرت فى ما فى شهوة الطعام من نقائص وشوائب وكدر فما يكون قبل تناولها وعند تناولها وبعد تناولها عند أحكام الخلاء فى مبحث سنن الترمذى وقررت هذا كما تقدم معنا من عشرة أوجه وشهوة الجنس عندنا هذه سأقرر نقصها وامتهانها وخستها فى هذه الدار من عشرة أوجه هذه الأوجه لا يوجد شىء منها فى الدار الآخرة فإذا كانت هذه الشهوة ناقصة والنفس البشرية تتعلق بها إذن من باب أولى ينبغى أن يتعلق الإنسان بهذه الشهوة الكاملة فى الدار الكاملة التى هى فى دار الآخرة فهناك لا نقص فى هذه الشهوة بوجه من الوجوه وهذه السلبيات فى هذه الشهوة كما قلت إخوتى الكرام: نذكرها لا لنعرض عن هذه الشهوة عن طريق ما أحل الله لنا لا ثم لا فالنقص فينا مركب وهذه الحياة هى دار النقص لكن كما قلت لنعلم وضع هذه الشهوة لئلا ننهمك فيها وإن كانت مباحة ولأن نحذرها إن كانت محرمة ولنصرف بعد ذلك همتنا إلى الشهوة الكاملة التى تكون فى الدار الآخرة ولنذكر نذكر بما يكون من شهوة كاملة فى تلك الدار الآخرة الفاضلة ولذلك كما