قوله: ويذكر عن الحسن، هذا التعليق وصله جعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق له من طرق متعددة بألفاظ مختلفة، وقد يستشكل ترك البخاري الجزم به مع صحته عنه، وذلك محمول على قاعدة ذكرها لي شيخنا أبو الفضل الحافظ العراقي – رحمه الله تعالى – وهي: أن البخاري لا يخص صيغة التمريض يضعف الإسناد، بل إذا ذكر المتن بالمعنى، أو اختصره أتى بها أيضاً ـ لما علم من الخلاف في ذلك، فهنا كذلك، وقد أوقع اختصاره له لبعضهم الاضطراب في فهمه، فقال الإمام النووي: "ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق"، يعني: الله – عز وجل -، وكذا شرحه جماعة، وهذا الكلام وإن كان صحيحاً لكنه خلاف مراد المصنف، وخلاف مراد من نقله عنه، والذي أوقعهم في هذا هو الاختصار، وإلا فسياق كلام الحسن البصري يبين أنه إنما أراد النفاق فلنذكره، روى الفريابي عن المعلى بن زياد قال: سمعت الحسن يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن، وكان يقول: من لم يخف النفاق فهو منافق، وروى الإمام أحمد في كتاب الإيمان عن الحسن قال: والله ما مضى مؤمن ولا بقي إلا وهو يخاف النفاق، وما أمنه إلا منافق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015