وفى بكل حال ومن أجل موجبات الطرد وما نتج عن الاختلاط من الفساد فى هذه الأوقات لا يحتاج إلى ذكر ما نتج عنه من مفاسد وفساد لا يحتاج إلى ذكر ولذلك {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} وهذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام ما تركت بعد فتنة أضر على الرجال من النساء الشاهد إخوتى هذا الحديث يقرر لنا كما قلت منزلة تعلق بنى آدم بشهوة الجنس فهى أعظم الفتن إذا ما اتقوا ربهم نحوها ومما يقرر هذا حديث آخر رواه الإمام أحمد فى المسند والإمام مسلم فى صحيحه ورواه الأئمة أهل السنة الأربعة إلا سنن أبى دواد والحديث رواه الإمام الحميدى والإمام البغوى والإمام القضاعى وكما تقدم معنا هو فى صحيح مسلم وغيره فالحديث صحيح من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء] إن الدنيا حلوة خضرة وإذا اجتمع هذان الوصفان تتعلق يعنى النفس بالشىء على التمام حلوة طعم طيب ومنظر بهيج حلوة خضرة هذه هى الشهوات لكن نعوذ بالله حقيقتها سم قاتل يعنى هى مثل حبة الفخ قطعة الجبن التى توضع فى المصيدة من أجل أن يصاد العصفور أو الفأرة حقيقة طعم الجبن طيب لكن ينتج عنها هلاك وعطب وهنا إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء أى احذروا تناول شىء من هذين على غير هدى رب الكونين وليس المقصود أن تترك الدنيا ولا أن تبتعد عما أحل الله لك من النساء لا إنما انتبه لا تتناول شيئا من هذين على غير هدى الإسلام وخص النساء بالذكر مع أنها من الدنيا فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة لأنها أعظم فتن الدنيا وأعظم مغرياتها بالنسبة للرجل فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء وحقيقة