إخوتى الكرام: هذه الشوائب التى توجد فى النكاح وفى هذه الشهوة الجنسية فى هذه الحياة تقدم معنا أيضا تقابل بالفوائد التى توجد فى النكاح وتقدم معنا من فوائد النكاح الخمسة البارزة أولها كما تقدم معنا وذكرتها فى أول هذه الموعظة تحصين النفس البشرية من كل آفة ردية حسية ومعنوية إلى غير ذلك من الفوائد فعندنا كما قلت آفات وعندنا بعد ذلك مغانم وفوائد يعنى يوجد مغارم ويوجد ومغانم فالمغارم تجنبها والفوائد حصلها.
إخوتى الكرام: هذه الآفات التى فى النكاح مما ذكرت ومما سأذكرحقيقة لو أن الإنسان وقف عندها ربما يعرض عن هذا النكاح الذى أحله الله جل وعلا ولكن ليس هذا برأى سديد فلا بد من أخذ النافع واجتناب الضار إذن هذه هى آفة سادسة آفة سابعة ألا وهى أن هذه الشهوة محفوفة بهذه الأخطار.
الآفة الثامنة: فى النكاح فى شهوة الجنس فى هذه الحياة هذه الشهوة يشاركك فيها الغواة من العصاة من المشركين والمشركات من بل يشاركك فيها البهائم العجماوات بل لعل نصيبهم منها أكثر من نصيبك منها فالعصفور مع صغر حجمه أكثر سفادا ووطأ من الإنسان بكثير فإن افتخرت بكثرة وطأ العصفور غلبك وإن افتخرت بقوة فالسباع تغلبك وإن افتخرت بحمل الأثقال فالبغال تحمل أكثر منك فبأى شىء تفتخر إذن هذه كما قلت كمالات يشاركك فيها أرذل المخلوقات فهذه الشهوة يشاركك فيها أعداء الله يشاركك فيها البهائم والمشاركة فى اللذة يضعف اللذة لا سيما إذا وقعت المشاركة من قبل الأعداء فى الصورة والمعنى ولذلك لا تتم لذة الإنسان بهذه الشهوة لأنها ما صفيت له بخلاف لذتنا فى الآخرة فهى صافية لا يشاركنا فيها من غضب الله عليه ولا يشاركنا فيها من ليسوا مثلنا التكليف من البهائم والعجماوات {قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} .