هرقل إمتدت به الحياة وعاش بعد وفاة نبينا عليه الصلاة والسلام، فحياته امتدت لكن ما شرح الله صدره للإيمان وأمره عند ربنا الرحمن سبحانه وتعالى، ففى غزوة مؤتة فى العام الثامن للهجرة، بعد الأسئلة التى سألها لأبى سفيان بسنتين، قاد جحافل الروم وكان مائةألف، وانضم إليه أيضا مائة ألف من قبائل لخم وجذمان، وحصلت بين هؤلاء الجموع من الروم ومن هذه القبائل وبين المسلمين الموقعة الشهيرة فى العام الثامن للهجرة وهى غزوة مؤتة، وفيها كان أمير الجيش حب رسول عليه الصلاة والسلام زيد بن حارثة ثم بعد ذلك جعفر بن أبى طالب، ثم عبد بن رواحة رضي الله عنهم أجعين، ثم لما قتل هؤلاء الثلاثة بنأمير النبى عليه الصلاة والسلام لهم على التوالى والتعاقب أخذ الراية خالد بن الوليد فاستطاع أن يعود بمن بقى من الجيش سالمين إلى المدينة المنورة على نبينا صلوات الله وسلامه، وهذا أقل ما قيل فى عدد الروم ومن معهم مئتا ألف، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف، عددهم ثلاثة آلاف فى هذه الموقعة، فكل فرد يقابه سبعون فردا، فهذه الموقعة كان فيها هرقل، موقعة مؤتة، ثم فى العام التاسع فى غزوة تبوك عندما قاد النبى عليه الصلاة والسلام الصحابة بنفسه فى هذه الغزوة الطويلة البعيدة، وكان هذا فى العام التاسع فلما وصل النبى عليه الصلاة والسلام إلى تبوك كتب إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام مرة ثانية وكاد هرقل أن يسلم لكن حصل منه ما حصل فى المرة الأولى عندما عرض الأمر على بطارقته وعلى أهل ديانته نفروا فبقى على دينه وأرسل إلى النبى عليه الصلاة والسلام شيئاً من الذهب كما ثبت هذا فى صحيح ابن حبان فقسمه النبى صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وفى رواية المسند كما ذكر هذا الحافظ فى الفتح وإسناد الأثر صحيح، أنه كتب إلى النبى عليه الصلاة والسلام يعنى هرقل، يقول له: إنى مسلم، فقال النبى عليه الصلاة والسلام: كذب، وفى رواية كتاب أبى عبيد الأموال لأبى عبيد، لكن من