وهنا مجة يمجها فى بئر تفوح منها رائحة المسك على نبينا صلوات الله وسلامه وهذا الخَلْق الظاهرى من بهاء وملاحة، زانه حياء عظيم عظيم، حياء طبيعى غريزى وحياء مكتسب فى عِلِىّ حصله نبينا عليه الصلاة والسلام بما أدبه به ربنا جل وعلا بتوجيهات القرآن وتعاليم القرآن ولذلك ورد فى وصف نبينا عليه الصلاة والسلام أنه كان أشد حياء من العذراء فى خدرها والحديث فى المسند والصحيحين ورواه البخارى فى الأدب المفرد ورواه ابن ماجة فى سننه من رواية أبى سعيد الخدرى ورواه البزار فى مسنده بإسناد صحيح عن أنس من رواية أبى سعيد وأنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء فى خدرها، وكان إذا رأى شيئاً يكرهه عرفنا ذلك فى وجهه دون أن يتلكم صلوات الله وسلامه، فكان إذا سر يستنير وجهه كأنه فلقة قمر، وكأن الشمس تجرى فى جبهته عليه صلوات الله وسلامه وكان إذا غضب كأنه يفقأ فى وجهه حب الرمان عليه صلوات الله وسلامه تظهر عليه هذه العلامات وهو كان أشد حياء من العذراء فى خدرها عليه صلوات الله وسلامه وإذا رأى شيئا يكرهه عرفنا ذلك فى وجهه عليه صلوات الله وسلامه، والعذراء هى البنت البكر والخدر هو المكان الذى تجلس فيه فلا يراها فيه أحد، فهذه المرأة كم تستحى؟ بكر مخدرة، فنبينا عليه صلوات الله وسلامه الذى هوسيد الرجال وإمام الأبطال وأفضل خلق الله أشد حياء من هذه البنت المخدرة على نبينا صلوات الله وسلامه، جمال وبهاء زانه هذا الحياء، ولذلك كما قلت: صار له فى قلوب الناس مهابة كما صار له محبة.