عملا بعد اليوم فأقاله عمر رضى الله عنه وأرضاه وأراد أن يتابع البحث عن حاله فأرسل بعض الناس إليه بمائة دينار وقال إن وجدته فى سعة فلا تعطيه إياها عد والدنانير معك وإن وجدته فى ضائقة فأعطه إياها وكان مسكنه خارج المدينة المنورة ومن الصحابة البررة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فبات فبقى عنده ثلاثة أيام فقال له عمير ابن سعد يا هذا يا هذا قد آذيتنى ما لى إلا طعامى وطعام أهلى لو أنت تشاركنا فيه يعنى خلاص اليوم الأول والثانى والثالث ما عندنا بعده يعنى الطعام الذى يكفينا تشاركنا فيه فقام وجئت هذا بعد أيام ثلاثة يبحث عن حاله وما يأكل جئت من عند أمير المؤمنين قال كيف حاله حفظه الله للمسلمين وكيف أحوال المسلمين ويسأله عن الصحابة الكرام وأحوال الأمة الإسلامية فى المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه فأعطاه مائة دينار قال مالى ولها قال أنفقها فى مصالحك وحوائجك وعلى ما شئت قال إن كان كذلك فلا بأس فأحضر ثياب زوجته وشقه وصر هذه الدنانير صررا ووزعها على من حوله وما ترك لنفسه دينارا يعنى خسر ثوب الزوجة ثم استدعاه عمر بعد ثلاث لا زال مراقبة أخرى هذا هو كما قلت الذى سماه نسيج وحده رضى الله عنهم وأرضاهم فلما استدعاه قال أين الدنانير التى أرسلت إليك وأعطيتك إياها قال يا أمير المؤمنين أعطانى إياها وخولنى أن أتصرف فيها هل تريد أن تستردها مرة ثانية قال ماذا فعلت فيها فى ثلاثة أيام فأخبره أنه وزعها وما بقى منها دينارا واحدا فأمر له بأوسق من طعام يأخذها وبملابس لزوجته قال أما الطعام فعندى ما يكفينى من طعام أنا وأهلى وأما هذا اللباس فزوجتى ليس عندها لباس آخذه منك يا أمير المؤمنين فأخذه وذهب إلى زوجه رضى الله عنهم وأرضاهم.