وآخر الحكم: أن يحصن الإنسان نفسه من الطيرة التى نهينا عنها فقد يدخل البلد التى ينتشر فيها الطاعون فيصاب بتقدير الله بمرض الطاعون فيقول لو لم أدخل لما أصبت وهذه كلام لغو باطل لا حقيقة له فإذن وقع فى الطيرة والتشاؤم ودخل فى باب اللغو التى نهينا عنها فليحصن نفسه من البداية لا يدخل ويستريح ويريح نفسه وكفى الله المؤمنين القتال هذا إخوتى الكرام فيما يتعلق بهذا الأدب النبوى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.
أما الموضوع الذى سنتدارسه فى هذا اليوم فى أمر العدوى وردت أحاديث كثيرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام تنفى العدوى وأنه لا عدوى ولا يعدى شىء شيئا ووردت أحاديث أخرى ظاهرها يفيد اثبات العدوى هذه القضية لا بد من أن نتدارسها فى هذا اليوم لننتقل بعد ذلك إلى الأمر الرابع من المبحث الثالث ألا وهو تحصن الإنس من الجن بإذن الله جل وعلا.
إخوتى الكرام..
قبل أن أدخل فى هذا الموضوع بعض الإخوة قدم سؤالا أنا أريد أن أعلم الأخوة الذين يسألون هل يعون ما سبق تقريره مرارا أم لا يقول نرجو بيان الدليل فى عدم الخروج عن المذاهب الأربعة لقول مجتهد من المجتهدين من غير أصحاب المذاهب وهو الحق فى المذاهب الأربعة فقط، ما أعلم هذا يعنى ما قلته مرارا أم لا حقيقة يعنى إن وعى ما أريد من هذا السؤال وإذا لم يع فكلما كرر ما الفائدة إن لم يكن هناك وعى.