القول الثالث إخوتى الكرام: قبل أن ننتقل للقول الثالث يدخل فى القول الثانى بعض الأحاديث التى فيها أيضا هذا التوجيه وهو أنه لا يوجد تشاؤم ولا طيرة ولا عدوى لكن أنت إذا يعنى تخوفت من شىء وخطر فى نفسك شىء ابتعد عنه وسلم نفسك ولا داعى أن تدخل نفسك فى ضيق وحرج مما يشهد لهذا أيضا لهذا الجمع ما ثبت فى كتاب الأدب المفرد للإمام البخارى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا والأثر رواه الإمام أبو داود فى السنن والبيهقى فى السنن الكبرى فى الجزء الثامن صفحة أربعين ومائة ورواه الإمام ابن قتيبة بسنده فى تأويل مختلف الحديث صفحة واحدة وسبعين والحديث فى جامع الأصول فى الجزء السابع صفحة أربعين وستمائة وإسناد الحديث حسن من رواية أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه قال قال رجل يا رسول الله عليه الصلاة والسلام إنا كنا فى دار كثر فيها عددنا وكثر فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروها فإنها ذميمة طيب هل هذا تشاؤم تطير لا لما كأن النبى عليه الصلاة والسلام يقول لهم هل البقاع كلها لله جل وعلا لكن أنتم بدأ يقع فى نفوسكم شىء من هذه الدار قلتم أموالنا كانت كثيرة لما جئنا لما افتقرنا عددنا كان كثيرا لما جئنا هنا مات أكثرنا فبدأتم هذه الديار كأنكم تقولون لها اعتبار هذه دار نحس يا عباد الله أريحوا أنفسكم ما أكثر الدور ذروها فإنها ذميمة ما دام هذا الاعتقاد عندكم اتركوها واذهبوا إلى غيرها خلاص افعلوا على حسب اعتقادكم ما هو مباح ولا داعى أن تتشاءموا وتقيموا فى هذا المكان قال الإمام ابن الأثير فى جامع الأصول أى مذمومة وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالا لما وقع فى نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة والوهم الفاسد والله أعلم وهذا حقيقة يعنى مجرد أحيانا بعض الإخوة يأخذ سيارة يجرى