الله جل وعلا يقول: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا} نكرة أو معرفة نكرة ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا أيضا نكرة النكرة إذا جاءت فى سياق نفى فى سياق نهى فى سياق شرط فى سياق نفى ونهى وشرط تفيد العموم طيب وهنا لا يوجد لا نفى ولا نهى ولا شرط فلما تفيد العموم وأئمتنا قالوا المراد منها العموم والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا يعنى عموم الزوجات لا يخرجن عن كونهن من أنفسكم لا يمكن أن توجد زوجة من غير جنسك التى خلقت منك وهى آدمية من أنفسكم أزواجا وللجن يقال لهم من أنفسكم أزواجا كما أن الجنية للجنى فالإنسية للإنسى إذن هنا نكرة فى سياق اثبات والأصل أنها لا تفيد العموم يعنى مما جعل لكم من أزواجكم مما جعل لكم زوجات من جنسكم يمكن أن تقول هناك زوجات من غير جنسكم يعنى الجنيات هذا الظاهر فهنا استدل بالآية على العموم ما وجه ذلك؟
أئمتنا يقولون النكرة إذا كانت فى سياق الإثبات وسيقت فى معرض الامتنان تفيد العموم فى معرض الامتنان تفيد العموم ومنه قول الله جل وعلا: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} كل ماء ينزل نكرة فى سياق اثبات لكن هذا للامتنان كل ماء ينزل من السماء فهو طهور طاهر مطهر وهنا والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا لا يوجد زوجة نفسك وجنسك لا يوجد الزوجة آدمية فما خرج عن ذلك هذا محرم ومنهى عنه فالنكرة إذا كانت فى سياق امتنان وإخبار عن فضل الرحمن تفيد العموم كما هو هنا والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وإن كانت فى سياق نفى أيضا تفيد العموم كما تقدم معنا.