إذن {وجعل لكم من أنفسكم وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} ، {أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون} قد يقول قائل ما وجه الدلالة فى هاتين الآتين على تحريم التناكح والتزاوج بين الإنس والجن وأئمتنا استدلوا بهايتين الآيتين على المنع منهم شيخ الإسلام الإمام البارزى وهو هبة الله ابن عبد الرحيم توفى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة للهجرة وكان قاضى القضاة فى بلاد الشام فى حماه فى القرن الثامن للهجرة ولما مات غلقت حماه من أجل شهود جنازته رحمة الله ورضوانه عليه هبة الله ابن عبد الرحيم سأله تلميذه الإسنوى كما سيأتينا عدة أسئلة من جملتها عن موضوع التزاوج بين الإنس والجن فأفتى بالمنع من هايتين الآيتين والإمام البارزى كان إماما راسخا خيرا محبا للعلم ونشره قال أئمتنا فى ترجمته كما فى الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة لحزام المحدثين الحافظ ابن حجر فى الجزء الرابع صفحة واحدة وأربعمائة يقول صارت إليه الرحلة فى زمانه يرتحل إليه طلبة العلم قال الإمام الإسنوى فيما ينقله عنه الحافظ ابن حجر وقف على شىء من كلامى أى اطلع البارزى على شىء من كلام الإسنوى يقول فأعجب به وأرسل لى إذنا بالفتوى يقول أنت تأهلت للفتيا والإمام الإسنوى من تلاميذ البارزى وتوفى سنة اثنتين وسبعمائة للهجرة يعنى عاش بعده فترة طويلة ذاك ثمان وثلاثين وهذا اثنتين وسبعين قال الحافظ ابن حجر فى الدرر الكامنة قلت كان الإسنوى قد جهز إليه أسئلة للإمام البارزى فأجابه عنها وأذن له وهى أجوبة مشهورة من جملة هذه الأسئلة والإجابة عليها التناكح بين الإنس والجن فأفتى بالمنع لهايتين الآيتين وسيأتينا وجه الاستدلال إن شاء الله.