الحديث الأول رواه أبو داود ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ورواه الإمام أحمد في المسند عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسم الصحابي في روايته فليس هو من طريق أبي هريرة، وإسناد المسند كما قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد في الجزء 5/125 قال رجاله رجال الصحيح وأما رواية أبي داود والبيهقي فهي من طريق أبي جعفر المؤذن المدني عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبو جعفر المؤذن المدني روى له البخاري في الأدب المفرد وأهل السنن الأربعة وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب مقبول وقال أخطأ من ظن أبا جعفر المؤذن هو محمد بن علي بن الحسين بن علي ـ الإمام الباقرـ رضي الله عنه وأرضاه وقد وهم شيخ الإسلام الإمام النووي عليه رحمة الله ورضوانه في رياض الصالحين فظنه أنه هو الإمام الباقر فقال رجال الإسناد على شرط مسلم وليس كذلك ولذلك قال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب في الجزء 3/92 إن كان المراد من أبي جعفر الإمام الباقر فالرواية مرسلة لأن الإمام الباقر لم يرو عن أبي هريرة رضي الله عنه فأبو هريرة توفي سنة 57هـ وقيل 58هـ وقيل59 هـ أما الإمام الباقر فقد ولد سنة 56هـ قال المنذري وإن كان المراد منه غيره فلا أعرفه.