أما فريق منهم: وهم المؤولة تأويلا باطلا قال إن الله حرم علينا أكل الصيد يوم السبت ولم يحرم علينا الاصطياد وعليه نصطاد وندخر لنأكل يوم الأحد فما بعده.
والفريق الثاني: الذين سلكوا مسلك الاحتيال الماكر انقسموا إلى قسمين:
فريق منهم: فحفر أحواضا وبركا بجوار البحر وفتحوا لها طريقا ليدخل الماء مع السمك يوم السبت، فإذا امتلأت تلك الأحواض بالسمك وضعوا الحاجز لئلا تعود إلى البحر مرة ثانية.
والفريق الثاني: كان يمسك السمك من البحر بيديه ثم يربطها بحبل ويدق لها وتدا ويربط هذا الحبل بالوتد ثم يلقي السمك مرة أخرى في البحر فإذا صار يوم الأحد سحب هذا الحبل والسمك فيه فأكله يوم الأحد والله جل وعلا يقول في كتابه: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذا يعدون في السبت إذا تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربهم ولعلهم يتقون * فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون * فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين * وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم *} .
لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ـ بتأويل خاطئ جائر باحتيال خبيث ماكر ـ.