قال قتادة: وهي بئر بيت المقدس {يلتقطه بعض السيارة} أي المارة من المسافرين فتستريحوا منه بهذا ولا حاجة إلى قتله {إن كنتم فاعلين} أي إن كنتم عازمين على ما تقولون. قال محمد بن إسحاق بن يسار: لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم، وعقوق الوالد، وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له، وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل، وخطره عند الله مع حق الوالد على ولده، ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه على كبر سنه ورقة عظمه، مع مكانه من الله فيمن أحبه طفلاً صغيراً، وبين ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه، يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين، فقد احتملوا أمراً عظيماً رواه ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن الفضل عنه.

مفعو©_

السعدي:

يقول تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات} أي: عِبَرٌ وأدلة، على كثير من المطالب الحسنة. {للسائلين} أي: لكل من سأل عنها، بلسان الحال، أو بلسان المقال. فإن السائلين، هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون، فلا ينتفعون بالآيات، ولا بالقصص، والبينات.

{إذ قالوا} فيما بينهم: {ليوسف وأخوه} بنيامين، أي: شقيقه، وإلا، فكلهم إخوة، {أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة} أي: جماعة، فكيف يفضلهما بالمحبة والشفقة، {إن أبانا لفي ضلال مبين} أي: لفي خطأ بَيِّنٍ، حيث فضلهما علينا، من غير موجب نراه، ولا أمر نشاهده.

{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً} أي: غيبوه عن أبيه، في أرض بعيدة، لا يتمكن من رؤيته فيها.

فإنكم إذا فعلتم أحد هذين الأمرين {يخل لكم وجه أبيكم} ، أي: يتفرغ لكم، ويقبل عليكم بالشفقة والمحبة، فإنه قد اشتغل قلبه بيوسف، شغلاً، لا

الطبري:

يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف لوالدهم يعقوب: لئن أكل يوسف الذئب في الصحراء، ونحن أحد عشر رجلاً معه نحفظه، وهم العصبة إنَّا إذا لخَاسِرُونَ يقول: إنا إذا لعجزة هالكون.

القرطبي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015