توحيد الألوهية، فكما أنه لا خالق ولا مدبر إلا الله – جل وعلا –، فلا ينبغي أن يعبد إلا هو، وإذا كان من سواه لا يملك لنفسه – فضلا ً عن غيره – نفعاً ولا ضراً، وليس له من الأمر شيءٌ، فكيف يسوى مع رب العالمين، أو يعبد من دون الله العظيم؟
... والمتأمل آيات القرآن الكريم، يرى أن الله يدعو إلى توحيد الألوهية، والالتزام به، عقب سرد الأدلة الدالة على ربوبيته، قال الله – تبارك وتعالى –: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (?) .