وهذا الحال الذي حكاه ربنا – جل جلاله – عن فرعون المارد هو حال أمثاله من العتاة المنكرين لهذا النوع من التوحيد، إنكارهم قاصر على اللسان مع استيقان الحق بالجنان: "ولا يعرف عن أحد من الطوائف أنه قال: إن للعالم صانعان، وهما في الصفات والأفعال متماثلان، فالنصارى – عليهم لعنة الله – القائلون بالتثليث لا يثبتون للعالم ثلاثة أرباب ينفصل بعضهم عن بعض، بل متفقون على أن صانع العالم واحد، ولذلك يقولون: باسم الأب، والابن، والروح القدس، إله واحد، وقولهم في التثليث متناقض في نفسه، وقولهم في الحلول أفسد منه، ولهذا كانوا مضطربين في فهمه، وفي التعبير عنه، لا يكاد أحد منهم يعبر عنه بمعنىً معقول، ولا يكاد اثنان يتفقان على معنىً واحد فإنهم يقولون: هو واحد بالذات، ثلاثة بالأقنوم، والأقانيم يفسرونها تارة بالخواص وتارة بالصفات وتارة بالأشخاص، وقد فطر الله الجليل العباد على فساد هذه الأقوال بعد التصور التام" (?) .

... وإذا كان هذا النوع من التوحيد سلم به عامة الناس، واستيقنه كافتهم، ولم يجعله الرسل الكرام – عليهم صلوات الله وسلامه – محور دعوتهم، وليس هو الغاية من رسالتهم وبعثتهم، فلِمَ تكرر ذكره في آي القرآن، وعرض بمختلف الأشكال والألوان؟

... وإليك الجواب يا طالب العرفان – شرح الله الكريم صدري وصدرك بنور الإيمان، وطاعة الرحمن –: إن توحيد الربوبية سلمت به البرية، وذلك يستلزم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015